09 - 05 - 2025

ترنيمة عشق | اللحم الرّخيص والصّناديق الدّافئة

ترنيمة عشق | اللحم الرّخيص والصّناديق الدّافئة

تقدم البائع واثق الخطوة يمشي مناديًا على بضاعته جذبًا للزّبائن.. البضاعة كانت "زوجته" وأحيانا "ابنته" مقيدة بسلسلة حديدية كالكلب.. فبَيعها أوفر من طلاقها؛ ومساهمة في سداد بعض ديونه!! أما المرأة المزعجة فيوضع لها اللجام !! نعم.. يأتي بقفص حديدي يُلبس بالرأس وتوضع قطعة منه تحت اللسان بحيث لا تستطيع الكلام طيلة ساعات لأن صوتها "نباح كلب" على حد وصفهم !! عقابًا لنشرها الشّائعات أو النّميمة بين النّاس.

الأمر حدث في بريطانيا في القرن الـ 19 في وقت كانت القضية المطروحة أمام الفلاسفة هي: هل المرأة إنسان ؟! فالحق والعدل لم يكونا في قواميس الغربي آنئذ.

 تذهب المرأة المهيضة تشتكي.. لتجد رجال الدّين يجبرونها على المزيد من الخضوع لظلم الرّجل، فقط لأنها "حواء" التي أغوت "آدم"؛ ولأنها - كما يفترون - أصل الخطيئة التي تسببت في شقاء البشرية.. فعاقبها "الرّب" وأتعبها بالحَمل والولادة وآلام الدّورة الشّهرية !! وجعل الرّجل عليها سيدًا لتخدمه ولا يخدمها !! ومِن هنا كان سعيها لتحقيق حريتها ومساواتها به، وهكذا بدأت دعوات "تحرير المرأة".

ولأن كل جنوح في اتجاه يظهر معه جنوح في الطرف الأخر؛ ظهرت النّزعة النّسوية الـ "فيمينيزم"؛ ومنها انطلقت شعارات: التّحدي والنّدية والعدائية للرجل والانتقام للظلم التّاريخي الواقع عليها.. وخرجت شعارات تعلن أن الرّجل لا يؤتمن وعليها أن تنافسه؛ وألا تضحي إلا من أجل نفسها فقط، ويجب أن تتحررمن سلطة الزّوج أو الأب أوالأخ بل ومسؤوليتها تجاه أبنائها وأسرتها.. وأن قدرتها على الاستقلال ماديًّا والإنفاق على نفسها مصدر احترامها لذاتها كي لا تفقد كرامتها وتعود مستعبدة.

تم تغذية عقدة "المظلومية" لدى المرأة لتبرر أي سلوك يحمل شعار "الحرية والمساواة مع الرّجل اللدود".. فقدمت تنازلات لتحقق أحلامها.. ورفعت الأمريكية: "هيلين سولنجر" - من القيادات النسوية - شعارات على شاكلة:أن الرّجال فرضوا علينا فكرة الزّواج.. والزّواج مؤسسة فاشلة، وعلينا أن ندمرها؛ فلا إجبار للزوجة على أن تعيش مع زوجها.

تلك الشّعارات كانت "غنيمة" لدعاة الفوضى الأخلاقية من السّاسة والرأسماليين وأصحاب الأجندات الخاصة، فركبوا موجة "تحرير المرأة".. وهنا تعترف "نانسي فريزر" التي كتبت مقالًا في "الجارديان" تشير كيف تحولت "النّسوية" إلى خادمة في يد الرّأسمالية.. وقد أقرت "جلوريا استاينم" - إحدى النّاشطات - أنها تلقت دعمًا ماديًّا من "وكالة الاستخبارات الأمريكية" لدعم نشاطها.. وكانت من المؤسِّسات لمجلة "مس مجازين" التي ترعى فكرة "المرأة المتحدية" أو "السّوبر وومن"، وكانت تشرف على مركز الأبحاث المستقلة.. لاحظوا كلمة "المستقلة" رغم أنها تتلقى أموالًا من جهات مختلفة.

أعلن السّاسة وأصحاب رؤوس الأموال في أوروبا وأمريكا أن عمل المرأة يساعد على تحصيل ضرائب من نصف المجتمع والتي كانت تعمل بالبيت - رعاية شؤون الأسرة - دون دفع أية ضريبة !!.. كما أنها ستشكل عمالة أرخص من الرّجال أجرًا.. وما زال هذا حادثًا حتى يومنا هذا.. كما أنها حال خروجها ستنفق كثيرًا على أدوات التّجميل والملابس واشكال المباهاة الخاصّة؛ وكل ذلك يصب في صالح الرّأسماليّة الماديّة.

"النّدية" بين الأم والأب والانشغال بالعمل يعني عدم رعاية الأبناء وتفتيت الأسرة.. لذلك أصبحت المدرسة والإعلام ووسائل الاتّصال هي المهيمنة على تلك القلوب الصّغيرة توجهها كيفما تشاء.. ومن هنا ظهرت أصوات بأمريكا تفتخربأن"العائلة النّووية قد تم تذويبها".. يقصدون الأسر النّاتجة عن الزّاوج والتّناسل.

بناءً عليه؛ ظهرت دعوات أخذ الأبناء وتربيتهم "مجتمعياًّ" بعيدًا عن الوالدين.. فبدأت أشكال مختلفة من "تشرد الأبناء".. تقول آخر الإحصاءات أن بأمريكا وحدها -عام 2013- نحو 3 مليون طفل مشرد بالشّوارع.. ومنهم الهاربون من بيوت مفككة.. فالوالدان مشغولان أو متصارعان.. ترتب على ذلك تفشي الأمراض بين الهاربين وانتشار المخدرات والاغتصاب أو الاستغلال الجنسي؛ حيث يبيع بعضهم نفسه للممارسة مقابل المأوى.. والأرقام في تصاعد مستمر .

أخذت الفتاة المشبعة بفكرة الاستقلال تعمل وتَصرف على نفسها ودراستها، فإذا نفد مالها باعت جسدها لرجل يستأجره.. أحدهم عرض على "النّت" صورفتيات في شكل مزاد لبيعهن.. وآخر أعلن أنه تقاعد ولدية مبلغ من المال وقد استأجر به ست فتيات لممارسة الرّذيلة مضيفًا أن ذلك أرخص من الزّواج.."فأنْ تدخل كل ليلةٍ لفراشك بامرأةٍ مختلفة هذا يعطيك شعورا بالثقة والزهو.. تماما كزهوك بشراء سيارة جميلة".. وباتت مواقع التّواصل تعج بتلك التّجارة من باب الوجاهة الاجتماعيّة.. السّعر والعمر.. وكيفية الوصول إليهن واستبدالهن بأخريات.. كأي سلعة.. أو قل "اللحم الرّخيص".

سئل عدد من الأمريكيين خضعوا لتجربة بحثية عن أكثر شيء يقدرونه،  فكانت الإجابات: نفضل الرّجل الخلوق والمرأة ذات الجاذبية الجنسية.. أي أنّ المرأة لا قيمة لها ولا لعقلها أوأخلاقها إن لم تكن جاذبة جنسيًّا.. ومن هنا ظهر مصطلح "التّسليع الجنسي" للنساء.. وغدتِ المرأة تنظر لنفسها على أنها سلعة.. لحم يُباع ويُشترى.. وكَرَّس المجتمع تلك النظرة وكذلك وسائل الإعلام وألعاب الفيديو للأطفال والإعلانات التي تستخدم جسد المرأة لترويج السّلع والأفكار.. وأُصيبت المرأة بحمى تمضية الأوقات الطّويلة أمام المرآة للعناية بجسدها على حساب أشياء أخرى هامة وضروريّة.

كثيرات أُصبن بأمراض نفسية خجلًا من أجسادهن، وانتشرت في المدارس ظاهرة "التّنمر" على فتيات ذات قدر متواضع من الجَمال ولا تملك مالًا تنفقه على عمليات التّجميل والرّشاقة.. وعلى مستوى الأُسر انفجرت مشاكل نفسية جديدة من زوجاتٍ يردن أن يكنّ نموذجًا من الفنانة فلانة أو فتاة الإعلان النّمطية فائقة الجَمال والرّشاقة والتي تطل عليهن ليل نهار عبر الشّاشات.. ولم يسلمن كذلك من مطالبة الأزواج أن يكنّ على نفس النمط.

تقارير صدرت من "وكالة الاتحاد الأوروبي" عام 2014 تحمل اسم "العنف ضد المرأة كل يوم وفي كل مكان" وذلك بعد دعوات التّحرر التي ملأت الأسماع والأصقاع.. ذكرت التّقارير الانتهاكات الجنسية التي تتعرض لها الفتاة منذ الطّفولة..وفي خبر نشرته "الأمم المتحدة" قبل سنوات جاء فيه أن: "الغالبية العظمى من النساء الأوروبيات" يتعرضن للتحرش في وسائل المواصلات والشّارع.. ومن تقارير "وزارة الدّولة لحقوق المرأة" في فرنسا أيدت تلك النّتائج، وأعلنت أن 50% من النّساء يتعرضن للتحرش أثناء تنقلاتهن. 

في إحدى الجامعات الأمريكية الرّاقية وفي كليات الطّب تحديدًا؛ تم توزيع استمارات إحصائية على الطّالبات.. فاكتشفن أن طالبة من بين ثلاث تتعرض للتحرش والاعتداء الجنسيّ.. أما "الجارديان" فقد نشرت دراسة جاء فيها أن 50% من الطّالبات البريطانيات يتعرضن للتحرش؛ وأن التّحرش لا يحترم الهيبة ولا العمر ولا المكانة الاجتماعية.. فهناك طلاب يتحرشون بالأستاذة الجامعية.

نعود للطالبة "الحرّة المستقلة" بعد تخرجها في الجامعة حيث تنزل لسوق العمل تبحث عن مصدر رزق فليس للأب ولا للزّوج مسؤولية عنها.. تستخدم المسكينة كل الوسائل - حتى شرفها - للحفاظ على عملها؛ وكي تثبت أنها قادرة على تطبيق "المساواة " بينها وبين الرّجل.. كيلا تبدو أقل منه مقدرة على العمل وتحصيل المال مهما كانت الوسيلة!!

في عام 2002 نُشر مقال في الـ "بي بي سي" ذكر أن واحدة من بين 4 فتيات ببريطانيا يمارسن الجنس في أماكن العمل..وفي آخر إحصائية لموقع "سيف لاين" البريطاني أن أكثر من نصفهن يتعرضن للانتهاكات الجنسية من المديرأو من له سلطة وظيفية عليهنّ.. وفي دراسة أخرى وصلت نسبتهن الى 58%.. وذكرت أن أصحاب المطاعم يطلبون من "النّادلات" زيًّا معينًّا يكشف أكثر مما يستر وهن يقدمن الطّعام لترتفع نسبة المبيعات.. فخرجن متظاهرات يرفعن لافتة: "أنا لستُ ضمن قائمة الطّعام". 

نشرت "الإيكونوميست" الألمانية أنّنحو 400 ألف "بغيّ" يمتهنّ ويلبينّ الاحتياجات الجنسية لمليون رجل يوميًّا.. وإذا فرت الفتاة لتنجو بنفسها من ذلك المستنقع أو فشلت في تدبير نفقاتها تتجه لتعتاش بمرتب من هيئات أو وزارات "الضّمان الاجتماعي".. وهو ضيئل لا يكفيها.. ساعتها نقرأ المقال الذي نشرته الـ "بي بي سي" بعنوان: "نظام الضّمان الاجتماعي اضطرني للدعارة".. جاء بالمقال أنّ المؤسسات الخيرية تفشل في الإنفاق على النّساء اللاتي تزداد أعدادهن؛ ولذلك يعدن للبغاء ثانيةً لتبتلعهن حيتان الرّأسمالية التي تمتلك قطاعات الملاهي الليلية والمراقص والحانات.

على صعيد آخر نساء كثيرات لا يُبلَّغن عما يتعرضن له في بيئة العمل خوفًا من قطع أرزاقهن؛ لكنهن يملأن مصحات الطّب النّفسي لشعورهنّ بالدّونية والإهانة والرّعب واحتقار الذّات ويعانين من أمراض عضويّة وتناسليّة. وهن لا يشتكين حفاظًا على رواتبهن. أو خوفًا من العار.. أو عدم امتلاك أدلةٍ كافيةٍلإثبات التّهمة على الجاني.

تلك المرأة المدمرة المحتاجة للرعاية النّفسية نسبة مرعبة منهن يتعرضنّ للتحرش على يد الأطباء !! وحين رفعنّ شعار: "وأنا كذلك" تشجيعًا للأخريات ليبحن بما يحدث لهن بالمصحات مطالبات البرلمان بتشريع قوانين لحمايتهن تفاجأن بأن التّحرش منتشر بالبرلمانات المنوط بها سَن القوانين لحماية المرأة.. كما أعلنت الـ "بي بي سي" مذ 4 سنوات !!

تعاني المرأة الأمريكية من ضغط نفسي للحفاظ على جاذبيتها الجسدية لتكسب التّقدير.. والمعادلة باتت صعبة:حيث الاجتهاد في العمل والاهتمام الشّديد بالملبس وعمليات التّجميل.. أعقب ذلك جذب انتباه الباحثين عن الجنس من الرّجال؛ فيزداد الانفلات الأخلاقي وتنتهك المرأة سواء أكانت جميلة أو غير جميلة.. فـ "رغبتي الجنسية لا بد ان أشبعها مع أي امرأة حتى أهدا فساعتها لا يُشترط الجَمال".. هكذا جاءت إجابات الكثيرين من الرّجال ممن شملتهم الدّراسة.

في دراسة أجراها "مكتب ضحايا الجرائم الأمريكي" تم سؤال المراهقين إن كانت ممارستهم للجنس مع الفتايات بالإجبار مقبولة؟ أجاب 36% بنعم؛ إن كان لا يستطيع أن يكبح جماح نفسه.. وأجاب 39% بنعم؛ لأنه أنفق عليها مالًا على هيئة "هدايا وسندويتشات".

ساعة تصور"هوليوود"الكثيرات اللائي يستمرئن العلاقة الجنسية ويسعدن بها.. في ذات الوقت تنشر المواقع الرّسمية الحكومية الأوروبية والأمريكية كوزارة العدل الأمريكية تحت عنوان:"ظاهرة العنف ضد النّساء"  أن واحدة من كل 4 نساء يتعرضن للعنف والضّرب من الشريك الحميم (الزّوج أو العشيق) وواحدة قتلت الـ (بوي فرند) الخاص بها.. وأخريات ينشرن صورهنّ ووجوهنّ عليها أثار الضّرب واللكم من عشاقهن !! وأضافت أن نحو ثلث المترددات على غرف الطّوارئ الأمريكية يعالَجن من عنف "الشّريك الحميم".

في عام 2019 خرجت مظاهرات مساندة لضحايا العنف الأسري حيث قُتلت 117 امراة على يد زوجها أو عشيقها.. معلنة أن امراة فرنسية على الأقل تموت كل 3 أيام على يد شريكها الحميم.. وأن امرأة كل 7 دقائق يتم اغتصابها، ونسبة عالية يحتجن لتدخل طبي حاسم بسبب تعرضهن لأكثر من 6 مرات اعتداء.

لماذا لا تهرب المسكينة ؟! لكن إلى أين ؟ لأبيها الذي لا تعرفه أصلًا ؟! فكم من فتيات لا يعلمن آباءهن الحقيقيين بسبب تعدد نزوات الأم.. أم إلى والدٍ لم يعد مسؤولًا عنها ؟! أو ليست حرة مستقلة أثبتت نفسها.. ليس أمامها غير الهيئة الحكومية مأوىً لها؛ تمكث فيها ريثما تتعافى من أثر الضّرب؛ ثم تخرج تبحث عن طريقة لكسب العيش ولو عادت للبغاء ثانيةً وثالثةً !!

لم تنته القصّة والمعاناة بعد.. فقد بدأت قصة "جنين" يتحرك بالأحشاء.. طفلٌ قد لا ترغب فيه أمه أو غير قادرة على الإنفاق عليه ولا تعرف أباه على وجه التّحديد.. فتدخل دائرة المطالبة بقوانين تبيح "الإجهاض".. تلك الدّائرة الشّيطانية والتي تحقق نحو "مليون حالة اجهاض" سنويًّا.. وتلثا الحالات تكون بعد الأسبوع السّادس.. أي بعد نفخ الرُّوح.. أي قتل نفسٍ.. والأمهات أغلبهن فتيات غير متزوجات يبدأن رحلة معاناة جديدة لمجرد قضاء وطر من شهوة غير مسؤولة.. وأشير هنا لحالات الإجهاض التي تتنوع طرقها.. فهذا طبيب يقصّ الجنين قطعةً قطعةً بمقصه، وآخر قد يزيل الرّحم بأكمله ليريحها من عذاب الإجهاض ثانيةً ومن الأمومة نهائيًّا.. وغيرها من الطّرق البشعة؛ لتنتعش عصابات تجارة الأعضاء والحصول على الأجنة المجهضة لصالح "مافيا عالمية" تستفيد من شعارات: "الحُرية للمرأة".. أما إذا ولدت المرأة ولا ترغب في مولودها فسنجد "الصّناديق الدّافئة" التي توفرها الحكومات بالشّوارع بدلا من رميها بمكبات القمامة حيةً أو ميتةً !!

الأن بات الإنجاب والإجهاض عملية مكلفة جسديًّا ونفسيًّا وماديًّا.. فكيف يكون العيش بدون تلك الهموم ؟! هكذا كان المسرح يتهيأ للشّواذ والمثليين.. فما المانع من اللواط والسّحاق لإشباع الرّغبة دون حملٍ ولا إجهاضٍ ولا ولادةٍ ولا هُم يحزنون ؟! 

ثم لا مانع كذلك من  المطالبة بحقه أن يكون "الجنس" الذي يريده.. فتظهر الدّعوات تباعًا تقول أن:"الإنسان يولد بَشرا".. ومِن حقه أن يختار لنفسه صفة الذّكورة أو الأنوثة لتروج عمليات "التّحويل الجنسي" من ناحية والشّذوذ من ناحيةٍ أخرى.. والتي أعقبتها نتائج بشعة قد أتعرض لها في مقالٍ قادمٍ بإذن الله.

هل توقف عالم الفوضى والبشاعة الذي نحياه عند تلك السّفالات والدّناءة ؟! بالقطع لا.. إذ يحق للأفراد غير الشّواذ أن يعيشوا حياة جنسية طبيعية كما خلقها سبحانه بين رَجل وامرأة.. لكن صبرًا -عزيزي القارئ - لا تفرح ولا تظن أن كفة الميزان قد استوت.. وذلك حين تظهر الدعوة الفاجرة المسماه بـ "المساكنة" لممارسة الزّنا دون زواج أومسؤولية  ليتم صناعة عالَم من الفوضى والهشاشة ليسهل توجيهه والسّيطرة عليه بسلطان الشّهوة والمادة وضياع القيم الرُّوحية والدِّينية.. والشّباب من الجنسين هم الضّحايا.

تسأل أصحاب تلك الدّعوة الفاجرة فتراهم يبررونها بأنّها لرفع الخوف والرّهبة عن الفتاة ليلة بنائها !!!!! وليتساءل الزّانيان بعدها هل يستطيعان استكمال المشوار فيعقدان رسميًّا أو لا يستطيعان فيفترقان دون خسائر !!!
 يعاني الغرب من قذارة "دعوات الإجرام" تلك التي تبناها؛ وبدلًا من أن يعترف بفشله جاءنا مهرولًا ينفث حقارته وخبثه المنتن في مجتمعاتنا وقوانيننا ومناهجنا الدّراسية... في عين الوقت تعلن كل امراة غربية اعتنقت الإسلام - وتؤيدها كل مسلمة تعي دينها - أنها في حال من الانبهار من الحقوق والاحترام والتّقدير الذي شرعه الله للمرأة المسلمة (بصرف النّظر عن الأخطاء البشرية في التّطبيق في مجتمعاتنا).

مجتمعاتنا يا سادة تواجه حملات مسعورة لهدم القيم والعقيدة وتفكيك الأُسر وتصدير كافة أنماط الانحلال من شذوذ ولواط وسحاق ومساكنة وإلحاد وإدمان.. وتدمير العلاقة السّوية التكاملية التي يجب أن تكون بين الرجل والمرأة.. فلا يعرفان ما يحق لهما وما يتوجب عليهما لتكوين أسرة مسلمة صالحة لأجل تنشئة أجيال سوية نفسيًّا وعقليًّا لإعمار الكون على مُراد الله.. فهل نترك تلك الصّيحات الخبيثة الشّيطانية الشّاذة التي أوصلتنا ليقوم الموتورون الخرّاصون بترديدها إعلاميًّا لغرس بذور فتنة لا تقم للمجتمعات بعدها قائمة ؟!

لا بد من موقفٍ حاسمٍ ضد كل إعلامي أو مسؤول يعمل على هدم القيم ويروج للمحرمات، وعلى علماء الدّين الحقيقيين والإعلاميين والمعلمين والأباء بالاضطلاع بمسؤولياتهم لتقديم صحيح الدّين وإصلاح الرّسالة المغلوطة التي يتعرض لها أبناؤنا ليل نهار.. فكلنا مسؤولون عن رعيتنا.. والذين يتبعون الشّهوات يريدوننا أن نميل ميلًا عظيمًا.. حقًا تخسر البشرية كل لحظة قدرًا من إنسانيتها لتكاسلنا في توصيل ديننا لأبنائنا أولًا ثم للعالَم الخارجيّ تاليًا.
----------------------------
بقلم: حورية عبيدة

مقالات اخرى للكاتب

ترنيمة عشق | إعلام زليخة